قطار الرياض- إنجاز تنموي يعزز جودة الحياة ويسهل التنقل

المؤلف: خالد السليمان11.01.2025
قطار الرياض- إنجاز تنموي يعزز جودة الحياة ويسهل التنقل

لا أكون مبالغاً قيد أنملة إذا ما وصفت إطلاق مشروع "قطار الرياض" بأنه الطفرة التنموية الأهم والأكثر تأثيراً التي شهدتها الرياض، وذلك بالنظر إلى المقاييس والمعايير المتعارف عليها في المدن العالمية الكبرى. فامتلاك شبكة مواصلات عامة متكاملة، تشمل قطارات كهربائية حديثة وحافلات متطورة، لربط أجزاء المدينة المترامية الأطراف وتلبية احتياجات سكانها المتزايدة في التنقل، يُعد بلا شك من أبرز علامات المدن المتقدمة والراقية!

عندما كانت هذه الفكرة الجبارة مجرد تصور مبدئي طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً لمجلس إدارة هيئة تطويرها، على الملك عبدالله -طيب الله ثراه- في عام 2009م، لم يكن تحقيقها ضرباً من الخيال أو المستحيل، فالأفكار الخلاقة والإبداعية عادة ما تُولد حية ومفعمة بالحيوية عند سلمان بن عبدالعزيز. وشواهد التطور والازدهار التي شهدتها مدينة الرياض على مدى عقود طويلة تحت قيادته الحكيمة، كانت خير دليل وبرهان على بعد نظره ورؤيته الاستشرافية الثاقبة للمستقبل ومتغيراته. فكيف لا يتحقق هذا المشروع الطموح وهو يُنفذ في عهده الزاهر، وبوجود مهندس الرؤية وملهمها، ولي العهد الشاب الطموح محمد بن سلمان، الذي استطاعت أحلامه أن تلامس أرض الواقع وتتحول إلى إنجازات ملموسة!

لقد جاء مشروع قطار الرياض ليقدم لسكان المدينة خياراً إضافياً وفعالاً في التنقل، يساهم في تقريب المسافات الشاسعة واختصار أوقات الرحلات الطويلة. وعلى الرغم من أنه لن يسهم، وفقاً لتقديرات بعض المسؤولين، في تخفيف الازدحام المروري سوى بنسبة تتراوح بين 10 و 15٪، إلا أنه سيقدم مساهمات جمة في تسهيل جوانب عديدة من حياة السكان ورفع مستوى جودة الحياة والمعيشة بشكل عام. كما أن تأثيره في الحد من الأزمة المرورية سيكون مكملاً وداعماً للخطط والاستراتيجيات التي تم الإعلان عنها مؤخراً بهدف التخفيف من حدة مشكلة الازدحام المروري المتفاقمة!

إن مشاهدة فرحة الناس وابتهاجهم الغامر بافتتاح هذا المشروع الضخم، هي بحد ذاتها متعة وبهجة إضافية لا تقدر بثمن. كما أن الإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين على خوض تجربة ركوب القطار، كان أمراً لافتاً ومثيراً للإعجاب، وسيعزز بالتأكيد من فكرة استخدامه على نطاق واسع، ويساهم في ترسيخ ثقافة استخدام وسائل النقل العام كبديل عصري ومستدام!

ومع ذلك، فإن بعض الكتابات والتعليقات والاقتراحات التي طالبت برفع الدعم عن أسعار البنزين، أو إغلاق مواقف سيارات طلبة الجامعات، أو رفع أسعار المواقف العامة، كانت بعيدة كل البعد عن الواقعية والصواب، وغير منطقية على الإطلاق. وفي المقابل، طغت الحماسة المفرطة على بعض مقاطع الفيديو التي نشرها مستخدمو القطار، والتي تضمنت حسابات دقيقة لأوقات قطع المسافات وعرض صور لخارطة جوجل تُظهر اختفاء اللون الأحمر الدال على الازدحام من الطرق، وهو ما اعتبرناه مبالغة غير موفقة في تقدير الأثر الفعلي للمشروع على تخفيف أزمة الزحام المروري!

باختصار شديد.. هذا المشروع الحيوي والضخم يعد إضافة قيمة ومميزة لملامح مدينة الرياض، ويعزز مكانتها كمدينة عالمية عصرية. ويضع على عاتق القائمين على تشغيل هذا المشروع مسؤولية كبيرة في إدارته بكفاءة عالية واحترافية تامة، لضمان استدامته وتحقيق أهدافه المنشودة على أكمل وجه!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة